جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الثاني)
280932 مشاهدة print word pdf
line-top
من حقوق الزوجة على زوجها النفقة

وعليه: نفقتها، وكسوتها بالمعروف، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ النساء: 19 .
وفي الحديث: استوصوا بالنساء خيرًا وفيه: خيركم خيركم لأهله .


قوله: (وعليه: نفقتها، وكسوتها بالمعروف... إلخ):
لقوله تعالى: وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ البقرة: 233 وهذا من حق زوجته عليه أكد ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته في حجة الوداع فقال:
ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ولكم عليهن ألا يدخلن في بيوتكم أحدًا تكرهونه، ولا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه . تقدم هذا في حديث جابر الطويل في حجة الوداع.
قوله: (وفي الحديث: استوصوا بالنساء خيرا إلخ):
يأمر -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بالصبر على المرأة، وتمام الحديث: استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وقال صلى الله عليه وسلم: إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها فالرجل لا بد أن يلاحظ في

امرأته شيئًا من النقص أو المخالفة أو الخلل؛ فعليه أن يتحمل ويصبر ويستمتع بها ويصبر على العوج الذي يكون فيها.
وقوله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وفي تمامه قال: وأنا خيركم لأهلي يعني: أنه إذا قام الزوج بحق زوجته وأدى ما يلزمه وصحبها صحبةً حسنة وألان الكلام لها ودخل عليها بوجه منبسط وتبسم في وجهها وأعطاها ما تطلبه، فإنها تلين له وتحبه وتركن إليه وتوافقه؛ فيحصل الوفاق والمحبة بين الزوجين فيلتئم شمل الأسرة؛ لذلك قال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله .

line-bottom